لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
محاضرة حول توجيهات في العقيدة والأسرة
6852 مشاهدة print word pdf
line-top
العفو والتسامح

ثم نقول: إن هذه المقاطعة بينك وبين أصهارك ذنب كبير، لا يحق لك أن تقاطعهم، بل لا تقاطع أية مسلم، المسلم الذي يشمله اسم الإسلام، إذا أساء إليك فأحسن إليه، وإذا سبك فامدحه، وإذا ظلمك فاعف عنه، وإذا أخطأ عليك فلا تخطئ عليه، حتى تكون بذلك صديقا، وحتى يعرف خطأ نفسه.
اقرأ قول الله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ أي: التزم بالعفو، اعف عمن ظلمك، اعف عن أقاربك، وعن المسلمين، ويقول الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ .
فإذا كان الإنسان قد بخسك حقك، أو أساء إليك؛ فإن عليك أن تغاضى عنه، وتأتي إليه وتقول: عفا الله عما سلف، عفا الله عنا وعنك، لا موجب لهذه المقاطعة، لا يجوز لنا أن نتهاجر، إذا كنت قد أخطأت علي؛ فإني أتغاضى عن خطئك، وأعفو عنك، لأن الله تعالى أمر بمؤاخاة المسلمين، وسيما الذين لهم قرابات فيما بينهم، أمر بذلك في قوله: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فأنت أسأت، ولكن أعفو عن إساءتك، أو أعذرك بأنك مجتهد، واعذرني إذا كنت قد أخطأت إليك، واطلب مني ما تريد، فإذا فعلت ذلك؛ انقلبت العداوة صداقة، بدل ما كان يبغضك، يحبك، ويقول: هذا من الذين يعفون عمن ظلمهم، أو يجعلون المظلمة إحسانا، أنا الذي ظلمته، وهو مع ذلك أحسن إلي.
كذلك إذا هجرك؛ فلا تهجره، إذا حرمك؛ فلا تحرمه، ولو كان من أطراف المسلمين.
تأمل قول النبي -صلى الله عليه وسلم أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك .
الأمانة التي ائتمنت عليها؛ لا تخن فيها، وإذا كان صاحبها قد خان أمانة لك؛ فلا تخنه، بل اعف عنه وأد إليه أمانته، إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فبهذا تزول العداوات بين المسلمين سيما الذين لهم قرابة، خصوصاً الأولاد، والأعمام، وأبناء العم، وأبناء الخال، وكذلك إخوة الزوجة، وأقاربها ونحوهم، قربهم الله جعل لهم حقاً.
هذه القرابة تستدعي أنك تعترف لهم بحقهم، وكذلك أيضا على الإنسان أن ينصف من نفسه، إذا كان عنده حق؛ فإن عليه أن ينصف من نفسه، وأن يعترف بما عنده؛ فتأتي إلى صاحب الحق، وتقول إني أنا الذي أخذت مالك، أنا الذي خنت أمانتك، أنا الذي ضربت ولدك، أنا الذي أسأت جوارك؛ فانتقم مني، اطلب مني ما تريد، أتريد أن أمكنك تضرب، أو تقتل أو تأخذ المال اطلب من المال ما تريد، لعله بذلك يزول ما في قلبه.
وكذلك يجب على المسلم أن يكون ناصحا لإخوانه، ولا يجوز له أن يسعى في إضرارهم، ولا أن يحسدهم على ما أعطاهم الله، ما أعطاهم ربنا سبحانه وتعالى، وما خولهم فهو الذي يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، فإذا كان أخوك في نعمة؛ فاغبطه بها، وهنئه بها، وقل هنيئا لك ما رزقك الله من المال هنيئا ما رزقك الله من الأولاد الذين سخرهم الله تعالى لك، وما أشبه ذلك، لعله بذلك يطمئن ويعرف أنك تحبه، وأنك توده، بهذا يكون الإنسان قد سعى في الصلح.
من أسباب القطيعة وإفساد ذات البين ويقول: لما أمر بإصلاح ذات البين قال: ألا أدلكم على ما يرفع الله به درجاتكم أو كما قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين يعني إذا كان بينك وبين إخوتك شيء من النفسانية، أو من البغضاء، أو نحو ذلك فاحرص على الإصلاح فيما بينك وبينهم، وإياك أن تمادى معهم، وأن تهجرهم، أو تحسدهم أو تقول: إنهم ظلموا، وإنهم أساءوا.
لا شك أن هذا من الظلم الذي لا يجوز إقراره، ولا يجوز للإنسان أن يتمادى معه، بل عليه أن يأتي إلى أقاربه، ويعطيهم حقهم، فالله تعالى قد جعل لهم حقاً مع الحقوق العشرة .
في القرآن في سورة النساء آية تسمى آية الحقوق العشرة بدأ الله تعالى فيها بحقه، ثم بحق الوالدين، ثم بحق ذوي القربى، في قول الله تعالى:
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فبدأ بحق الله وهو التوحيد، وثنى بحق الوالدين وثلث بحق الأقارب، فلا يجوز للإنسان أن يمنع أقاربه حقهم.

line-bottom